ورد الى اسماعنا في الاونه الاخيرة  في وسائل الاعلام عن انتشار مرض زيكا و مايسببه من تشوهات خلقية خطيرة ولكون كلية الطب البيطري السباقة دوما في نشر الوعي الصحي وتقديم كل مايمكن تقديمه من خدمات جليلة يشاد فيها لذا كانت لها هذه المبادرة في نشر تقرير علمي مفصل عن هذا المرض بمشاركة رائعة من قبل استاذ علم الفايروسات الدكتور انطوان صبري البنا الذي وافانا مشكورا بهذا التقرير

مرض فايروس زيكا  Zika Virus :

إعداد ألأستاذ الدكتور انطوان صبري البنا ماجستير و دكتوراه فايروسات و إمراض فايروسية –جامعة كورنيل- ألولايات المتحدة الأمريكية     

مرض فايروسي ينتقل عن طريق لسع البعوض اكتشف لأول مرة في غابة زيكا في أوغندا عام 1947 , ومنذ ذلك الحين كان المرض شائع الحدوث في دول إفريقيا و أسيا و بشكل خفيف لكنه مؤخرا في شهر أيار الماضي اكتشف المرض لأول مرة في نصف الكرة الغربي  وتحديدا في البرازيل وانتشر سريعا إلى دول أمريكا ألاتينية و دول الكاريبي و حاليا تسجل ملايين من الحالات المرضية في تلك البلدان . و أخيرا تناقلت الأنباء و الأخبار عن تسجيل المرض في الولايات المتحدة الأمريكية (37 حالة  12 ولاية).                                                                                ان إعراض المرض تكون في معظم الأحيان غير ظاهرة او خفيفة تتمثل بارتفاع في درجة الحرارة وطفح جلدي و الآلام في الراس و المفاصل والعظام واحمرار في العيون. و تظهر هذه الإعراض بعد 3-12 يوم من لسع البعوض. و حاليا تتواجد شكوك كبيرة لدى العلماء و الباحثين من علاقة الإصابة بهذا المرض في النساء الحوامل الى انتقال الفايروس بإصابة الجنين  مما ينجم عنه انتكاس في الدماغ و صغر حجمهMicrocephaly  وان هذا ينتج عنه  تشوهات خلقية و علامات عصبية في المواليد الصغيرة. ان هذه الحالات تم الكشف عنها لأول مرة في أكتوبر الماضي من قبل الأطباء في  البرازيل حيث لوحظ ارتفاع عدد حالات صغر الدماغ و الرأس من 150 حالة الى 3500 حالة في الأطفال حديثي الولادة. و يعتقد أيضا ان الإصابة تحدث في فترة الحمل المبكرة (الثلث الأول) وهي الفترة الأكثر خطورة.  و لأجل ذلك يحذر من سفر النساء الحوامل الى الدول التي ينتشر فيها المرض بكثرة كما يستوجب فحصهم مختبريا للكشف فيما اذا تعرضوا للإصابة بعد رجوعهم .  الوسيلة الرئيسية لانتقال المرض هي بواسطة لسع البعوض من نوع (Aedes aegypti) الحامل للفايروس للشخص السليم. و ان هذا البعوض يتواجد و يتكاثر في برك المياه في تلك البلدان التي انتشر فيها المرض كما يتواجد في ولاية فلوريدا  والولايات الحارة والخليجية الاخرى  ولكنه لا يتواجد في الولايات الباردة و كندا. كما ان هناك احتمال لانتقال المرض عن طريق نقل الدم الملوث و نادرا عن طريق الاتصال الجنسي.     لآ يتوفر حاليا إي لقاح للسيطرة على المرض و تصنيعه قد يستغرق فترة طويلة  و لا ينصح باستعمال الأدوية المضادة للفايروس ويكتفي للخلود للراحة و بعض الأدوية البسيطة.       

الطريقة الأساسية للسيطرة على المرض هي باستخدام المبيدات لإبادة البعوض الناقل للفاروس و ردم أماكن تكاثره من مواقع المياه  و استخدام المواد الطاردة و وضع وسائل لمنع تسربه الى داخل البيوت كما تستخدم حاليا في البرازيل طريقة للمكافحة البيولوجية على البعوض بنشر إعداد كبيرة من ذكور البعوض العقيمة و المهجنة وراثيا والتي تؤدي إلى تقليل إعداد البعوض الحامل للفايروس.

Comments are disabled.